ولما كانت اللغة العدنانية: البوتقة الأخيرة التي صبت فيها سائر اللغات العربية الأخرى خصائصها ومفرداتها وانصهرت فيها وجدنا أنها احتوت على أحسن ما في تلك اللغات من مفردات وخصائص واطّرحت ما لم يستحسنه لسان العدنانيين.. فاستحقت بذلك أن تكون هي اللغة الرئيسية التي انتشرت واكتسحت اللغات الأخرى: القحطانية، فإذا وجدنا من العلماء من يقول إن في القرآن لهجة أو مفردات (حميرية) فإنه يكون قد غفل عن هذه الحقيقة التي شرحناها في بحثنا هذا، أو وجدنا آخرين يقولون إن في القرآن ألفاظاً حبشية أو نبطية أو سوريانية أو عبرانية هكذا على إطلاقه فهو كذلك لم يعرف ما هي اللغة العربية ولا اطّلع على حقيقتها الرائعة، أو وجدنا آخرين يقولون إنه لا يوجد في القرآن (مُعرّب) ولا من لسان غير العرب، وأن تلك الألفاظ التي حُكي أنها أعجمية هي مما وافقت فيه لغة العرب لغة العجم تصادفاً لا عن نقل أو اقتباس فإننا نلحقه بصاحبيه ونقول له: هذا كلام من لم يفهم طبيعة اللغات جميعاً، فضلاً عن أن يدرك سر العربية، هذا هو ما حاولنا الرد عليه في بحثنا هذا، وقد استعرض فضيلة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي طرفاً من أدلتهم وناقشها..
ملحق:
استقصى بعض الباحثين الألفاظ المتشابهة بين اللغات: الآرامية، والبابلية، والعبرية، والحميرية، والعربية العدنانية (الفصحى) ، راجع في ذلك بحثاً نشر في مجلة (المجمع العربي) بدمشق المجلد ٤٤ الجزء ١ عدد شوال سنة ١٣٨٨هـ وراجع بحثاً آخرا نُشر في مجلة (عالم الفكر) بالكويت المجلد ٢ العدد ٤ يناير ١٩٧٢م الصفحة ١١١١-١١١٤، ونحن نذكر مقتطفات من ذلك في الجدول التالي: