للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد أنشأ المستنصر بن الناصر في الأندلس في قرطبة مكتبة جمع إليها الكتب من جميع أرجاء العالم بل كان يبعث في شرائها رجالاً من التجار ومعهم الطائل من الأموال منافسة لبني العباس في اقتناء الكتب، ويُقال إنه اشترى كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني بألف دينار من ذهب ويقدر ابن خلدون والمقري مجموع ما حوته هذه المكتبة بما يصل إلى أربعين ألف مجلد (٠٠٠ر٤٠) [٨] .

وكانت هذه المكتبة تشغل قاعات بقصر قرطبة وأقيم عليها مدير أو مشرف كما وضعت لها الفهارس لكل موضوع من موضوعاتها وذكر أن فهارس الدواوين وحدها بلغت ٤٤ أربعة وأربعين

فهرساً في كل فهرس عشرون ورقة [٩] .

وقد انتشرت المكتبات في سائر بلاد الأندلس حتى قيل بأن غرناطة وما حولها كان فيها سبعون مكتبة ولعل حب الكتب كان سجية في سكان تلك الديار أو لعل اقتناء الكتب كان من شارات الوجاهة والرئاسة عندهم. وقد ظلت مكتبة قرطبة حتى بيع أكثرها في حصار البربر ثم أجهز الفرنج على الباقي منها.

المكتبات في مصر الفاطمية: