أما دار العلم أو دار الحكمة فهي غير خزانة العزيز أنشأها ابنه الحاكم بأمر الله سنة ٣٩٥هـ وقد اعتبرها البعض مدرسة اعتماداً على أن الحاكم أقام بها القراء والمنجمين وأصحاب النحو واللغة والأطباء وأجرى لهم الأرزاق. وأباح الدخول إليها لسائر الناس وجعل فيها ما يحتاجون إليه من الحبر والأقلام والورق وكانت تجري بها المناظرات العلمية إلى أن أبطلها الفضل بن أمير الجيوش بدر الدين الجمالي ولكن ابن البطائحي أعادها سنة ٥١٧هـ وقد وصل عدد الكتب بها إلى ما يقرب من ٠٠٠ر١٠٠ كتاب.
وخلاصة القول أن المسلمين جمعوا في مكتباتهم العامة والخاصة من الكتب على اختلاف موضوعاتها ما يعد بالملايين وللأسف لم يبق منها إلا جزء صغير جداً أما معظمها فقد ضاع بتدهور الحضارة الإسلامية وتخلف المسلمين.