"يكذب أو ينخدع أولئك الذين يقولون إن طه حسين استوعب ثقافة التراث - الإسلامي - أو أن وجهته كانت خالصة لوجه الله أو العلم أو الحق، ذلك أنه قد أراد أن يتخذ من التراث منطلقاً إلى إثارة الشبهات والروايات الباطلة، والتقليل من جلال أبطال الإسلام.. فقد عاش حياته كلها يسخر بعظمة أمة الإسلام وبما في صفحاتها من بطولات، ويفسرها طبقاً للمذهب الاجتماعي الفرنسي المفصل بالتفسير المادي للتاريخ القائم على الجبرية.. وهو مذهب ينكر عظمة النفس الإنسانية، وجلال الروح ومكانة المعنويات.."
"وكلامه عن الإسلام كله - حسب المفهوم المسيحي - أنه علاقة بين الله والإنسان، عبادة.. لاهوت، وليس أكثر، وهو يعتنق ما كان يعتنقه فولتير ورينان وغيرهما من التفرقة بين الإيمان بالقلب والكفر عن طريق العقل.."
"وإن طه حسين بالعمل في مجال الإسلاميات منذ أصدر كتابه (على هامش السيرة) عام ١٩٣٣.. كان يفتح صفحة جديدة وخطيرة في تاريخه وتاريخ الفكر الإسلامي، وهي صفحة تقديم البديل من أجل القضاء على الأصيل.."
"ولقد استطاع من خلال كتاباته (الإسلامية) أن يصور الروابط بين الصحابة على نحو مؤسف رديء، وكان قد أعلن من قبل في رده على العلامة رفيق العظم احتقاره للتاريخ، كما اتخذ من بعض الشعراء الماجنين دلالة على فساد القرن الثاني الهجري الحافل بأعلام المسلمين في الفقه والعلم والتصوف والأدب والفكر كله ... ".
"وقد استخدم طه حسين هذا المنهج ببراعة ونجح فيه. فلم يكن يؤمن بالدين ولا بالتراث ولا بعظمة هذه الأمة ولا بأمجادها القديمة ولا بحركة اليقظة فيها ... ".