إن القرآن معجزة بيانية لم يستطع - ولن يستطع - محاكاتها بشر على وجه الأرض. وبلاغة ربانية لها من رنة الجرس، وحسن الإيقاع، وروعة التنسيق، وما تتميز به عن سائر الكلام شعره ونثره {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} - {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} . عن مجلة (البريد الإسلامي) .
طه حسين على حقيقته:
كان لوفاة الدكتور طه حسين - قبل أيام - ردود فعل بارزة، إذ كثر الكاتبون والمذيعون حوله، ومعظم هؤلاء من المضللين - بالفتح والكسر - الذين خدعوا ببهرج الفكر الإستشراقي المستهدف تشويه الإسلام، وتأثروا بما نقله هذا (الفقيد) خلال خمسين سنة من سموم أساتذته أعداء الإسلام، نقلاً أميناً أحياناً، ونقلاً مضاعفاً للسيئات أحياناً أخرى. والمؤسف أن بين هؤلاء (دكتور) بكاه بالدموع الغزار على صفحات جريدة (الدعوة) التي لم تغفل خدعته، فنشرت في العدد نفسه والصفحة نفسها كلمة منصفة ومعتدلة عن حقيقة طه حسين.
وها نحن ننقل عن مجلة (المجتمع) الكويتية فقرات من مقال تحليلي بارع، دبجته براعة الكاتب الإسلامي الكبير الأستاذ أنور الجندي، معقباً على تهويشات أولئك المساكين الذين احترقت قلوبهم أسىً على (عميدهم) الكبير.
قال الأستاذ الجندي حفظه الله:
"إن طه حسين حين سقط في نظر الناس بعد كتابه (الشعر الجاهلي) أراد أن يعود إليهم كاسباً ثقتهم بالكتابة (على هامش السيرة) وكانت خدعة أخرى كشفها الدكتور هيكل حين قال: إن إحياء الأساطير في هامش السيرة خطر على السيرة نفسها، لأنه بعيد إليها ما حررها منه علماء المسلمين وحرصوا على حمايتها منه".