حتى رأيت مرة بطريق المصادفة كتاباً لدى صديقي الأستاذ الشيخ ناصر الدين الألباني المحدث المعروف في دمشق، عنوانه (الكنز المرصود في قواعد التلمود) فاسترعى انتباهي هذا العنوان، واستأذنت الأستاذ الألباني في أخذه أياماً لقراءته فأعارني إياه وذهبت به وعكفت من فوري على قراءته فإذا فيه أمنيتي المنشودة!!
تعريف بكتاب الكنز المرصود:
كان هذا الكتاب ترجمة لكتابين فرنسيين ترجمهم الدكتور يوسف نصر الله من كبار مسيحي مصر: أحدهما كتاب للدكتور روهلنج بعنوان (اليهودي على حساب التلمود) وتكلم في عن مضامين التلمود ومنشئه وتكوينه ومخطوطاته وطبعاته المتعددة منذ القرن الخامس عشر الميلادي، وما فيه من عقائد خطيرة مذهلة تحير العقول، وخرافات عجيبة لا يكاد يصدق الإنسان أن تكون عقائد تعبدية لولا نصوصها المنقولة من التلمود، وفي كتاب الدكتور روهلنج هذا من المعلومات الهامة عن التلمود ما يصعب جداً على الباحث أن يستقصيه من مصادر أخرى.
وثانيهما كتاب للدكتور أشيل لوران بعنوان (تاريخ سورية لسنة ١٨٤٠م) تكلم فيه عن حادثة ذبح اليهود للقسيس الأب توما وخادمه إبراهيم الآنفة الذكر في دمشق، ويبين مصير الحكم بالإعدام على المتآمرين المجرمين القتلة ذلك المصير المؤسف الذي خلاصته أن أناساً من كبار أغنياء اليهود المتنفذين في أوروبا تداعوا لإنقاذ المحكوم عليهم وأرسلوا مندوبين اثنين من فرنسا إلى مصر وهما (كراميو، وموبيز مونتيفيوري) فاتصلا بالخديوي محمد علي باشا الذي كان جيشه يحتل سورية في ذلك العهد فأصدر فرماناً بالعفو عن القتلة المحكوم عليهم.