هذان الكتابان الفرنسيان الأصليان (كتاب الدكتور روهلنج عن أصول وفصول التلمود وكتاب الدكتور شارل لوران عن تفاصيل حادثة ذبح القسيس الأب توما الكبوشي وخادمه إبراهيم عمار) أصبحا مفقودين لنفاد نسخهما المطبوعة في فرنسا منذ أكثر من ثمانين عاماً، كما أشار إليه المترجم وسبب فقدانهما فيما يظهر هو سعي اليهود دائما فيما يدينهم ويفضحهم وإتلافه باستمرار.
وجدير بالذكر أنه منذ نحو أربعين عاماً قام القسيس الأب سمعان القرادلي في مدينة حلب بإصدار كتب عن حادثة ذبح اليهود للأب توما الكبوشي وخادمه إبراهيم، وكان يطبعه ويوزع منه هدايا، ويضع بقية نسخه المطبوعة في المكتبات للبيع فلا تمضي فترة من الزمن حتى ينفذ الكتيب ولا يبقى له أثر فيجدد طبعه فلا يلبث أن ينفد كذلك لأن اليهود (فيما يظهر) يجمعونه حتى كرر طبعه عدة مرات في عدة سنوات وفي كل طبعة كان يرسل منها مائة نسخة لسماحة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، فيقوم سماحته بتوزيعها، وهو الذي حدثني عن نشاط الأب سمعان من حلب في نشر خبر هذه الحادثة الإجرامية الشنعاء.
وقد لحظ المترجم المصري الدكتور يوسف نصر الله، بدلالة والده، أهمية ذينك الكتابين الفرنسيين، وأن نسخهما أصبحت نادرة في طريق النفاد فأراد تعريف أبناء العربية بهما، فقام بترجمتهما إلى العربية، وجمعهما معاً في هذا الكتاب الذي أسماه:(الكنز المرصود في قواعد التلمود) ، وطبعه بمصر سنة ١٨٩٩م، ولو يجدد طبعه للآن حتى أصبحت نسخه في حكم المخطوط النادر.