وتحدث واقعة أخرى وهي أنّ وحشي الذي قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه يوم أحد، قتل أو شارك في قتل مسيلمة الكذاب. وبمناسبة مخالفة أمر خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم نذكر الحديث الذي ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام:"من أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني".
فعلى الشعوب والأمم المسلمة أن تطيع وُلاة أمورها ما أطاعوا الله ورسوله وأقاموا فيهم الصلاة "وإنما الطاعة في المعروف".
وأذكر باقي الحوادث بدون أن أتعرض إلى التفصيل خشية أن أكون قد أطلت وإلا فهذا العام الحادي عشر الهجري كل وقائعه مهمة وموجهة إلى طريق الرشاد لمن تدبره واستنبط عِبَرَهُ ونتائجه.
منها جمع القرآن الكريم على عهد أبي بكر رضي الله عنه ثم الفتوحات الإسلامية. ثم استخلاف عمر رضي الله عنه، وأخيراً نستخلص من كلام أبي بكر رضي الله عنه الموجه إلى مانعي الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام أنه لا ينبغي التهاون والتساهل في دين الله تعالى إذ يقول:"والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه على عهد رسول الله صلى الله عنه وسلم لقاتلتهم عليه". وقال أيضا:ً" لأقاتلن مَن فرّق بين الزكاة والصلاة".
وفق الله جميع لما فيه الخير وبارك الله لنا في القرآن الكريم، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه.