للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} , وما تأخرت الأمة الإسلامية، ولا اضطربت أمورها الداخلية، ولا طمع فيها أعداؤها إلا لأن بعض قادتها تنكروا لشريعة الله، وآثروا عليها القوانين المخالفة لها والمبادئ الضارة التي وفدت علينا من أقطار لا تريد بنا إلا شرّاً، فمن أول ما تدعو إليه شرعة الإسلام جمع كلمة المسلمين وتوثيق الروابط بينهم، وقد حاول أعداؤنا بكل أساليبهم الخبيثة بث الفرقة وإشعال نار العداوة بين المسلمين فتفرقت الكلمة وتصدع البناء وتداعت علينا الأمم، واليوم نشهد بحمد الله تعالى حركة جادة مخلصة لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم ليقفوا في وجه أعدائهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ولا تتم وحدة المسلمين حتى يخضعوا جميعاً لحكم الله عز وجل كما قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} , وذروة الإسلام الجهاد فما تركه قوم إلاّ ذلوا.

وقد تألب على الإسلام جشع الاستعمار الغربي والشرقي وكلب الصهيونية فوقعت أجزاء من بلادنا بين براثنهم ودنست أقدامهم بعض مقدساتنا ولا خلاص من هذا الزحف الوحشي إلا بالجهاد المقدس والسماح لكل مسلم يرغب في الدفاع عن دينه ومقدساته أن يغبر قدميه في سبيل الله وفي بعض الأقطار يتعرض إخوان لنا لأقسى أنواع الاضطهاد والتعذيب والإبادة كما هو الحال في الفليبين وبلغاريا وواجب الأخوة الإسلامية يهيب بنا أن نسارع لنجدتهم، وأن نبذل النفس والنفيس لتخليصهم من أيدي جلاديهم.