للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ} ما استفهامية للإنكار والتوبيخ. وأن تسجد في تأويل مصدر مجرور بمن المحذوفة قياسا وتقديره: أي شيء منعك من السجود. وما في قوله: {لِمَا} على قراءة الجمهور موصولة بمعنى الذي. وخلقت جملة الصلة والعائد محذوف. وعلى هذا فما مستعملة هنا للعاقل. وقال قوم إنها مصدرية, فهي مع مدخولها في تأويل مصدر بمعنى اسم المفعول يعني لمخلوق بيدي. وعلى قراءة {لَمّا} بالتشديد فهي بمعنى حين، وقوله: {بِيَدَيَّ} إشارة إلى شرف آدم عليه السلام. وقوله: {أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} على قراءة الجمهور بإثبات همزة الاستفهام المقصود منه الإنكار والتوبيخ. وأم على هذا متصلة معادلة للهمزة.

ونقل ابن عطية عن أكثر النحويين أنها لا تكون معادلة للهمزة مع اختلاف الفعلين كهذه الآية، وإنما تكون معادلة إذا دخلت على فعل واحد كقوله أقام زيد أم عمر وقولك أزيد قام أم عمرو؟ وهذا الذي حكاه ابن عطية فاسد, فجمهور النحاة على خلافه، وفي مقدمتهم سيبويه. وأما من قرأ {استكربت} بإسقاط الهمزة فيحتمل أن يكون الكلام على سبيل الاستفهام أيضا وقد حذفت همزته لدلالة أم عليها كقول الشاعر:

فوالله ما أدري وإن كنت داريا.

بسبع رمين الجمر أم بثمان.