للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن كونه أهلا للرحمة لا يترتب على رحمته الداعي فقط بل هو أهل للرحمة أزلا. فالآية إخبار بالانظار المقدر له أزلا, لا إنشاء لانظار خاص به وقع إجابة لدعائه. قيل إنه طلب تأخير موته إلى يوم القيامة فأخبر بأنه مؤجل إليه لحكمة يعلمها الله. وعليه فيوم الوقت المعلوم هو الوقت الذي قدره الله وعينه لفناء الخلائق. وقيل إن الذي طلبه هو تأجيل العقوبة فأخبر بأنه مؤجل مع المؤجلين إلى يوم القيامة. والله أعلم.

المعنى الإجمالي:

قال يا إبليس ما المانع من سجودك لآدم الذي كونته بيدي فنال بذلك شرفا عظيما. أتعاطيت الكبر وأنت لا تستحقه! أم أنت رفيع في ذاتك كبير عند نفسك. قال: أنا خير وأفضل منه أنا مخلوق من نار وهو مخلوق من طين والنار أشرف من الطين. قال أنت لا تستحق الكرامة فاخرج من الجنة لأنك مطرود ذليل ولأنك مبعد من رحمتي. قال: سيدي ومالكي: إذا جعلتني رجيما فأمهلني إلى يوم القيامة. قال: فأنت ممهل مع غيرك إلى الوقت المعين للإماتة أو للعقوبة.

ما ترشد إليه الآيات:

١-توبيخ إبليس على امتناعه من السجود. ٢- شرف آدم. ٣-إثبات اليدين لله عز وجل من غير تمثيل ولا تكييف. ٤- تكبر إبليس. ٥- إبليس مخلوق من نار. ٦- حرمانه من أنواع الكرامة. ٧- بيان أنه مؤجل. ٨- معرفة الجن لأمر البعث.

قال تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} .

المناسبة:

لما ذكر الله تعالى السبب الذي دعا إبليس إلى الامتناع عن السجود وما أورثه ذلك من الذل الأبدي واللعن السرمدي وما كان من تأجيل اللعين، بيّن هنا ما أقسم عليه عدو الله من إضلال الخلائق إلاّ من أخلص لله تعالى، وبيّن حال الضالين.

القراءة: