للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما أن أهلك الله تعالى المشركين من قوم نوح وأنجى جماعة التوحيد مع نوح عليه السلام وعمرت الأرض بعد حادثة الطوفان حتى عاد الشرك فظهر في قوم عاد فبعث الله إليهم عبده ورسوله هوداً عليه السلام فقال: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ، فما كان منهم إلا أن قالوا {أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} - تصرفنا - وأهلكهم الله بشركهم وأنجى الموحدين مع هود وما إن تناسل أولئك الناجون وكثر عددهم حتى عاودهم الشرك وظهر في ثمود من ذريتهم فأرسل الله إليهم عبده ورسوله صالحاً فدعاهم إلى عبادة الله وحده وخلع ما يعبدون من دون الله عز وجل، وما كان منهم إلا أن قاوموا دعوته دفاعاً عن باطل الشرك وانتقم الله منهم وأنجى صالحا ومن معه من الموحدين وظهر الشرك في أرض كنعان والعراق فبعث الله تعالى إبراهيم خليله فقاوموه بأشد أنواع المقاومة حتى نصره الله وأهلك أعداءه وفي نفس الوقت كان الشرك يفتك بالبشرية في الصين والهند ومصر وفي كل مكان يوجد فيه بنو الإنسان والتعليل الصحيح لذلك هو عزم إبليس عدو الإنسان على إغواء الإنسان وإفساده وإضلاله حتى يهلك كما هلك هو، ويخلد في العذاب كما خلد هو، غير أن الله تعالى ما زال يبعث رسله إلى كل أمة ظهر فيها الشرك وعبد فيها غير الله حتى أنه لم تخل أمة من نذير لقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} .