آيات كثيرة في القرآن تنبهنا إلى حقيقة دائمة إلى يوم القيامة هي أن العلاقة بيننا وبين أهل الكتاب ستبقى صراعا مريرا بين إيمان وكفر..
وأن أهل الكتاب - وهم اليهود والنصارى- سيبذلون قصارى جهودهم لتدميرنا وإخضاعنا لهم واتباعنا لملتهم..
ولنترك وقائع التاريخ تتكلم لتثبت لنا هذه الحقيقة:
يقول التاريخ إن الحركة الاستشراق وجه جديد لنشاط الكنيسة الصليبية التخريبي في بلاد المسلمين لا شك في ذلك ولا امتراء..
وهذا حكم لا ندعيه نحن فقط فيقال إنه مجازفة أو مبالغة ولكن الصليبيين أنفسهم يثبتونه، وما سجله التاريخ والدارسون من أهل الغرب:
يقل المستشرق المسلم - دود كاون - محاولا إضفاء مسحة من البراءة على أهداف حركة الاستشراق البريطانية في القرون الأخيرة ابتداء بالقرن السادس عشر الميلادي وذلك عند ذكره لشركة الهند الشرقية التي كنت طليعة الاستعمار البريطانية الوحشي للهند المسلمة يقول:
كان هنا ك نوع آخر من مستخدمي الشركة لا يهمه جمع ثروة أو الظهور كملك صغير فالرجال المنتمون إلى هذه الفئة كانوا يكرسون حياتهم لفهم ودراسة ثقافات الهند المتباينة وآدابها وأديانها المختلفة وقد ترك كثيرون من هؤلاء الرجال مؤلفات قيمة تدل على سعة أفكارهم وعطفهم على الشعب بل لشعوب التي رأوا أنفسهم مسئولين عنها. ا-هـ[١١] .
ولعل هذا المستشرق يريد بالعطف المذكور إراقة دماء المسلمين بحاراً تجري على أرض الهند عندما ثار المسلمون في وجه الشركة المذكورة فتدخلت بريطانيا مباشرة لتكشف القناع الذي كانت تختفي وراءه، نعم هذه المذابح المريعة كانت دائما نتيجة عطف تلك الفئات على الشعوب التي رأوا أنفسهم مسئولين عن التمهيد لاستعمارها..
وهذا الشرح ليس لي أنا بل هو لنفس المستشرق المذكور آنفا إذ يقول بعد أسطر من كلامه ذاك مبينا حقيقة نوايا المستشرق: