للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعتمد أسلوبهم الجديد على سياسة النفس الطويل الذي يقولون عنه: إنه أسلوب بطئ المفعول لكنه مضمون النتيجة..

وقد اشتركت مع الكنيسة الصليبية في هذا الهدف جهات مختلفة معادية للإسلام كالصهيونية والشيوعية..

ولقد عملت الكنيسة الصليبية مع العلمانيين والصهيونيين عملوا جميعاً بدقة في سبيل تحقيق ذلك الهدف الذي ذكرناه فمهدوا أولاً له بإنشاء المدارس والكليات العلمانية في طول العالم الإسلامي وعرضه، وأفسدوا مناهج في بقية مدارس العالم الإسلامي بل أشرفوا هم بأنفسهم على التخطيط لها ووضعها موضع التنفيذ.

ثم التفتوا إلى طبقة المفكرين والمثقفين بدراسات المستشرقين..

أسلوب جديد في محاربة الإسلام:

في أوائل هذا القرن عند بداية توسع الدراسات الإسلامية لدى مراكز المستشرقين كان الأسلوب المتبع في دراساتهم:

أولا: أن تتجنب إثارة المناقشات حول النصرانية أو المقارنة بينها وبين الإسلام حتى لا ينكشف غرضهم الحقيقي أمام القارئ المسلم، فقد اكتشف رجال الكنيسة الصليبية كما سبق أن دعوة المسلمين إلى النصرانية أمر لا جدوى من ورائه وأسلوب عقيم فرأوا أنه من الأجدى والأكثر فعالية أن يركزوا على زرع بذور الشك في أهم دعامات الحضارة الإسلامية والدين الإسلامي.

وثانيا: أن تظهر دراساتهم بشكل يعطي انطباعاً لدى القارئ عن تعمق أصحابها وعنايتهم بالمنهجية في البحث والأمانة العلمية وخاصة عندما يوجهون هجومهم على نقاط حساسة أو خفية محفوفة بالشبهات والأباطيل حيث يجدون مرتعا خصبا..

كان من رواد هذا الأسلوب في محاربة الإسلام المستشرق المجري -جولد زيهر - الذي بدأ كتابه - مذاهب التفسير الإسلامي - بالتشكيك في أعظم دعامة للإسلام وهي كتاب الله - القرآن - فقال: