"لا يوجد كتاب تشريعي اعترفت به طائفة دينية اعترافاً عقدياً على أنه نص منزل أو موحىً به يقدم نصه في أقدم عصور تداوله مثل هذه الصورة من الإضطرابات وعدم الثبات كما نجد في القرآن" [٢٢] . ا -هـ.
كما أننا نجد رواداً آخرين لهذه الفترة من تاريخ الدراسات الإستشراقية يحاولون في دراساتهم لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم تشويه بعض جوانب حياته الشريفة كزواجه من أمهات المؤمنين ورحلاته قبل البعثة إلى الشام مع عمه أبي طالب..
ثم نجدهم يحاولون تحطيم الدعائم الرئيسية للسنة النبوية عند دراستهم لها وذلك بالطعن ولو من طرف غير مباشر في رجالاتها العظام من الصحابة والتابعين..
ولنضرب شيئاً من الأمثلة وهي كثيرة لمن يريد الاستقصاء..
لقد ذكر محاضرنا - دود كاون - (مارغوليوث) مثنياً عليه معتبراً إياه من كبار المستشرقين الذين قاموا بخدمات جلى في مجال الدراسات الإسلامية..
يقوم هذا المستشرق -مارغوليوث - في مقدمة كتبها لترجمة رودل للقرآن الكريم:
"إن السر الذي يكمن وراء قوة القرآن يعود إلى الفكر الذي أنشأه..
إن مصدر القرآن الكريم إنما هو مأخوذ من الروايات المسيحية واليهودية عدا بعض الأساطير العربية الأصلية" [٢٣] . اهـ.
ويقول أيضا في كتاب - موسوعة التاريخ العالم -:
"إن محمدا رجل مجهول النسب لأنه محمد بن عبد الله وقد كان العرب يطلقون على من لا يعرفون نسبه اسم عبد الله [٢٤] .اهـ.
وأما النماذج لمحاولة هدم دعامات السنة النبوية فتجدها وافرة في دراسات - جولد زيهر - خاصة في كتابه - العقيدة والشريعة في الإسلام-
فقد وجه عنايته للطعن في أبي هريرة رضي الله عنه وابن شهاب الزهري..
وهما من نعلم من عظم مقامهما في رواية السنة ونقلها للأمة فإذا انهدمت الثقة بهما فقد نجح المستشرقون في هدم جانب كبير جداً من صرح السنة النبوية التي هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي؟؟