وما أن انتهيت من قراءة السطور القليلة حتى جمعت قواي وتوجهت إلى منزلي وألقيت بنفسي على السرير وراح طيف أسامة يطوف بخيالي.. رحمك الله يا أسامة.. نعم الشاب المسلم كنت.. لقد كنت صادقاً وكنت غريباً في عالم تنكر لأعظم القيم والمبادئ، ما رأيتك يوماً إلا ذاكراً أو خاشعاً.. كان كلامك يحمل معاني كبيرة ويوحي بنفس عظيمة.. لقد عشت في الدنيا وما عاشت فيك ولقد ابتعدت بنفسك الأبية عن سفاسف الأمور ومادية العصر فكنت جديراً بما اختار الله لك.
وداعاً يا أسامة يا بطل، وسيظل صديقك كما أوصيت على الدرب حتى يلتقي بك فهنيئا لك ومفخرة لصديقك بك وصبراً لأخوتك الصغار ووالدتك المؤمنة الوقورة. وليعلم العالم أن الإسلام ما زال يعطي.. وليعلم العالم أن الإسلام لم يستنفد دوره وأننا ما زلنا بخير.. إن شموعنا لم تنطفئ جميعها ...