للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا تحد لكم يا أرباب الفصاحة والبيان، تعجزون عن محاكاته والإتيان بمثله، مع أنه منظوم من مثل ما تنظمون منه كلامكم. وأقسم بكلامي الكريم الشريف العظيم المبارك المشتمل على خيري الدنيا والآخرة إن محمدا لرسول وإن الساعة لآتية. لقد استغرب هؤلاء الكفار وأنكروا أشد الإنكار لمجيء رسول عظيم يبلغهم عن ربه، ويعلمهم ويخوفهم، وهو من جنسهم في البشرية، ونوعهم في العربية والأمية. فقالوا هذا أمر غريب. أحين نموت ونبلى ونصير ترابا نرجع؟ ذلك رد مستبعد لا يخطر بالبال ولا يدور في الخيال.

قد علمنا ما أبلته الأرض من أجسادهم، والحال أن لدينا سجلا حاويا لما تبليه الأرض منهم ومتى تبليه وأين تبليه؟ بل لهؤلاء شناعات أفظع من هذا وهو تكذيبهم بالقرآن الثابت المعجز فسبب لهم هذا التكذيب اضطراب الأفكار، وفساد النفوس.

ما ترشد إليه الآيات:

١- تحدي العرب بالقرآن. ٢ - بيان شرف القرآن وكثرة خيره. ٣ - استغراب الكفار لمجيء الرسول منهم. ٤ - بيان سبب الاستغراب. ٥ - أن الكذب لا يأتي بخير. ٦ - الكفار ينكرون البعث. ٧ - قدرة الله على البعث. ٨ - علم الله بكل ما يبلى من الموتى. ٩ - تدوينه في كتاب. ١٠ - اضطراب الكفار وفساد رأيهم.

قال تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيد رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} .

المناسبة: