١- إثارة الإيمان والاحتساب في نفوس الشباب والاعتناء الزائد بفضائل العلم والعلماء ووجوب الإخلاص والتحذير من أغراض العلم الدنيوية، أو طلب العلم لغير الله ولغير الدين، وما ورد فيه من وعيد شديد، ومعلوم أن الكثرة الكاثرة من شبابنا اليوم ليس مرضه تحديد غرض الفساد أو الإفساد، والزيغ، والإلحاد إن مرضه هو عدم الجدية وعدم التفكير في غاية العلم ومقاصده والغفلة عنها، فنجد العدد الأكبر من هؤلاء الطلبة لم يفكروا في يوم من الأيام لماذا يتعلمون ولم يحددوا لهم غاية، فبدأوا عملهم من غير تفكير ومن غير تصميم، ويجب الاستعانة في ذلك بالاشادة بالآيات والأحاديث التي وردت في فضائل العلم والعلماء والتنويه بها بمناسبات مختلفة، وعن طريق المحاضرات والخطب والرسائل والحديث والمذاكرة، وقد أقر علماء النفس والتربية، أنه لا توجد قوة أكثر عمقا وأشد سلطانا على النفوس من الإيمان بالمنافع والإيمان بالفضائل وذلك الذي حدا بالصحابة ومن تبعهم إلى الشهادة في سبيل الله وبذل النفس والنفيس في خدمة الإسلام، وهانت عليهم بذلك حياتهم ولذاتهم وأوطانهم وولدانهم ومطالب النفس والجسد.
٢- إن مشكلات دور التعليم مشكلات طريفة متجددة لا يأتي عليها حصر، ولا يضبطها قانون وهي، كالثوب البالي إذا رفي من جانب تناثر من جانب آخر، أو كقطيع من الغنم إذا ضُبط من جانب أفلت من جانب آخر، والمفتاح الرئيسي لهذه الأقفال التي ليس لها عدد ولا حصر، هو وجود الأساتذة الذين أكرمهم الله بقوة الشخصية ورسوخ الإيمان والعلم، والعقل السليم والقلب الرقيق والعاطفة القوية، فهي العصا السحرية التي لا تمس شيئا إلا غيرته وحجر الفلاسفة الذي لا يمس التراب إلا ويحوله تبرا، وهي الثروة الكبرى والطاقة الهائلة التي يمكن الاعتماد عليها في فض المشكلات وحل الأزمات.