٣- وجود دعوة إيجابية قوية تشغل عقول الشباب وتستولي على مشاعرهم وتحرك ملكاتهم العملية وما طبعوا عليه من حب للحركة والعمل والكفاح، ولا تدع مكانا لدعوة أخرى يؤمنون بفضلها وشدة الحاجة إليها.
وهذه الدعوة موجودة معلومة وعلى أساسها قامت كل جامعة إسلامية وخاصة هذه الجامعة التي تقوم في مهبط الوحي ومهجر الرسول صلى الله عليه وسلم ومنطق الدعوة الإسلامية في العالم وهي الدعوة إلى الله والدعوة إلى الدين الخالص والتوحيد النقي الصافي وإلى دار السلام والتحلي بفضائل الإسلام وإنقاذ البشرية من مستنقع الجاهلية - بأوسع معاني الكلمة - الذي تردّت فيه والخروج بالإنسان من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ويمكن إثارة هذه الدعوة وتنميتها عن طريقة السيرة النبوية وحياة المصلحين والمجددين في الإسلام، وتاريخ الدعوة الإسلامية في مختلف العصور، ويحسن أن تنظم للتربية عليها جولات دعوية ومخيمات خارجية ومحاضرات علمية.
٤- إيجاد نظام اجتماعي رواقي، يعيش فيه الشباب حياة اجتماعية إسلامية تحت إشراف أساتذة ومراقبين يكونون القدوة الحسنة والمثل الكامل في الخلق والسيرة وذوق العلم وذوق العبادة يتميزون لا عن الطلبة وحدهم بل عن عامة العلماء والأساتذة بمحاسبة النفس والاحتساب لله والتقشف في الحياة والبعد عن غوائل النفس ومكائد الشيطان، يشعر الشباب بحرارة إيمانهم ورقة قلوبهم وشعورهم فيقتدون بهم بدافع من الحب والإجلال وحب للجمال والكمال لا بدافع قانوني ويتخذونهم مثلاً في الحياة.