ذلك لأن المرحلة الابتدائية على الرغم من أنها أدنى مراحل التعليم في نظرنا نحن الكبار – هي مرحلة صعبة كؤود في نظر الصبية الصغار ولن يستطيع أن يقوم بأعبائها، ويذلل صعابها، ويجعل التلاميذ قادرين على هضمها واساغتها، على نهج سليم واضح، يحقق أهداف التربية والتعليم، لا يستطيع أن يفعل ذلك، إلا معلمون على مستوى غير قليل من العلم والخلق الكريم والتدريب المحكم.
والمعلم الضعيف في مادته العلمية يُلحق أذى كبيراً بالتلاميذ، ويضيع عليهم فرصاً ذهبية في حياتهم الدراسية، قد تحتاج إلى زمن غير قصير كي تعوض، وربما لا تعوض أبداً.
والمعلم الضعيف إذا ما أضاع شخصيته العلمية لدى تلاميذه، لجأ إلى وسائل شتى كي يعوض ما أضاع، ولكن على حساب التلاميذ وحساب التربية والتعليم.
والتلاميذ الذين يحسون بضعف معلمهم يفقدون ثقتهم فيه، ولا يتلقّون قوله بالقبول ولو كان صواباً، ولا يجدون في أنفسهم الرغبة في سؤاله ومناقشته، وقد يتطور الأمر إلى كراهية الدرس والمدرس والمدرسة جميعاً.
وأنا أفضل أن يظل الطفل في بيت أهله سنة أو سنتين انتظاراً للمعلم الصالح على أن يذهب إلى المدرسة في سن مبكرة ليجد أمامه معلماً ليس بذي علم نافع ولا خلق كريم ولا طريقة ذات صلاح وجدوى. وقد يسيء هذا المعلم إلى تلميذه إساءة تقضي على مستقبل مضيء في حياته الدراسية.
المرحلة الثانية
وهي مرحلة الإعداد أو مرحلة الدراسة بمعاهد المعلمين.
هذه المرحلة امتدادٌ لمرحلة التعلم السابقة، لا تكاد تتميز عنها إلا في الشكل والتسمية.
غير أن مرحلة التعلّم السابقة مرحلة عامة واسعة الأبواب يدخلها كثير من الطلاب، ومرحلة الإعداد هذه ذات باب ضيق، ومصفاة دقيقة.