كذلك نجد فيها تفسيرات وتوجيهات للحوادث التاريخية، التي يستحيل طمسها، بعد مسخها، كالحروب الصليبية فقد مسخت حتى حصرت بحدود قرنين من الزمان هما السادس والسابع الهجريان، وليس هذا فحسب بل حصرت بعدة حملات صليبية جاءت على شريط ضيق على الساحل السوري والمصري فقط، ثم لما اطمأنوا إلى أن عملية المسخ هذه انطلت على الكثير من المسلمين مسخوها كلية فقالوا: إنها ليست صليبية في حقيقتها وإنما هي حروب استعمارية اقتصادية وسياسية ولكنها جاءت تحت شعار الصليب وباسم الدين، لأن العصور الوسطى هي عصور دينية، وبعد هذا المسخ المتواصل لا تكاد تجد لها بحثاً في هذا النوع من كتب التاريخ، وإنما مجرد ذكر هو للإشارة أقرب منه للبحث.