للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا وبسبب هذه الفطرة وكون العقيدة هي جوهر الإنسان، فإن الإنسان يجد مع الذين يشاركونه في الدين والعقيدة، والفكرة والمذهب، وحدة آمال وأهداف، وأفراح وأتراح وبواعث ومواقف، ويشكل معهم كتلة واحدة، وجبهة واحدة أو معسكراً واحداً.. فالمعسكر إذن هو: أتباع الدين الواحد أو العقيدة الواحدة أو المذهب الواحد.. الخ. وما ينشأ عن هذا الإيمان من مشاعر وعواطف وانفعالات ومواقف متشابهة أو واحدة، وكذلك من عمل وسعي لمناصرة قضاياه وموالاة قياداته ورؤوسه.

هذا وإن دراسة واعية للتاريخ والحاضر تكشف لنا أن أتباع الدين أو المذهب أو الفكرة الواحدة الذين يعملون لها ويناصرون قضاياها ويتخذونها قضاياً لهم، ويجعلونها منطلقاً أساسياً لهم في موقفهم من غيرهم ومعاملتهم.. يشكلون فيما بينهم معسكراً واحداً على اختلاف مستوياتهم ورقعة الأرض التي يسكنونها وكذلك - ولعلنا لا نبالغ - إذا قلنا مع اختلاف أزمانهم..فالواقع التاريخي إذن يثبت هذا الذي نذهب إليه.

وبناء على هذا فاليهود على اختلاف أجناسهم وهيئاتهم وجماعاتهم ومؤسساتهم يشكلون معسكرًا واحدً هو المعسكر اليهودي الصهيوني..

وكذلك النصارى يشكلون معسكراً واحداً هو المعسكر النصراني الصليبي.

والشيوعيون والاشتراكيون الماركسيون يشكلون المعسكر الماركسي الملحد.

والوثنيون يشكلون المعسكر الوثني المشرك..

وهذه المعسكرات كلها تشكل فيما بينها وعلى اختلافها حزباً واحداً هو حزب الشيطان..

ولما كانت هذه المعسكرات لا تهتدي بهدي الله تعالى ولا تحكم شريعته - سبحانه -