ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب في غزوة خيبر، وقد عهد إليه بمهمة عسكرية:" ... فوالله لأن يُهدَى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم" أخرجه البخاري.
ويقول صلى الله عليه وسلم مبيناً أن إمكاناتنا جميعاً يجب أن تجعل في سبيل الله، وأننا مسؤولون عن ذل بين يديه سبحانه:"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ما عمل فيه".
وكان عليه الصلاة والسلام يبعث أصحابه - على حبه إياهم وحرصه عليهم - ليدعوا إلى الله، ويبلغوا عنه، يسهموا في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ولو كان طريق الدعوة محفوفاً بالشدائد، وما خبر أصحاب الرجيع (في السنة الثالثة من الهجرة) ، ولا أصحاب بئر منونة (في السنة الرابعة) عنا ببعيد، فلقد استشهد على طريق الدعوة في هاتين المناسبتين وحدهما زهاء ثمانين رجلاً من خيار المسلمين، فرضي الله عنهم وأرضا لهم، ورزقنا اقتفاء آثارهم.
والآيات والأحاديث، ووقائع السيرة النبوية، والتاريخ الراشدي، في ذلك كثيرة ...
وفي ضوء ما تقدم يمكننا في يسر وسهولة أن نحدد (هويّة) أمتنا المسلمة الكريمة على النحو التالي: