أليس من السذاجة بمكانٍ أن يتصور الإنسان دعوة عازمة على هدية العالم كله، ثم تقف أمام هذه العقبات تجاهد باللسان والبيان فحسب؟!
وشيء آخر، لماذا لم تظهر فكرة الحرب الدفاعية قبل وقوعنا تحت ضغط الاستعمار الغربي، وتخاذلنا أمام مخططاته الرهيبة، ومخططات المبشرين والمستشرقين؟
لماذا لم يقل بهذه الفكرة أحد من علماء هذه الأمة، سلفها أو حتى خلفها؟ أجهلوا جميعاً هذا التفسير العبقري للحرب في الإسلام، حتى جاء ضحايا المخططات فاكتشفوه وقدموه غذاءً عصرياً - ولكنه غير صحي- للفكر الإسلامي.
لماذا خلت الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الحاسمة في وجوب القتال من هذه البدعة "بدعة الحرب الدفاعية"؟
ألم يقل الله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[٤٢] كما قال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} سواء بسواء؟
ألم يقل رسوله صلى الله عليه وسلم:"من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق" رواه مسلم وأبو داود والنسائي.
ألم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمّر أميراً على جيش أو سرية قال له:" ... وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال (أو خلال) فأيتهن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ... فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم"[٤٣] .
وأعود فأقول: أعن جهل أم عن تقصير خلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من بيان (بدعة الحرب الدفاعية) ؟ حاشا لله، ولكن ضحايا المخططات يتأولون الأمور على غير وجهها ...