وعلماء اللغة يقولون في كتبهم:"الولد: كل ما ولده شيء. ويطلق على الذكر والأنثى، والمثنى والجمع"اهـ ومن هنا نجد القرآن المجيد يستخدم هذه الكلمة بإيجازه الرائع مشيرا إلى هذه المعاني كلها حين يقول في سورة النساء: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ}(النساء: من الآية١٢) . ومن هنا يقرر علماء الفروض - الميراث - أن الزوج يرث النصف من زوجته عند انعدام ولد لها. فإذا كان لها ولد - ذكرا كان أو أنثى، واحدا أو أكثر، منه أو من غيره - فله الربع...
وهذا بخلاف كلمة "الابن" فإنها لا تطلق إلا على الواحد الذكر. ولهذا جاءت كلمة البنت والأبناء والبنات لبيان أن هناك تفريقا في المراد، على عكس كلمة ولد فليس منها "ولدة".
واستعمال المجتمع السلفي لهذه الكلمة يوحي بالروح الإسلامي الذي يميل إلى العدالة العامة، واحترام الإنسان باعتباره خليفة في أرض الله، سواء كان ذكرا أو أنثى، فردا أو جماعة، كبيرا أو صغيرا، غنيا أو فقيرا، عالما أو جاهلا. فلا فرق بين سيد ومسود، ولا بين عظيم وحقير. فالكل خلق الله، والكل أبناء آدم، والكل من تراب، والكل متحد في المصدر والكل مولود والكل معدوم والكل عند الله سواء، لا ميزة لأحد إلا بحسن العلاقة ومع الخلاق وهي التقوى، وإنها لفي الصدور وليست بالسيارات ولا بالقصور.
وهذه الحقيقة تستلزم الحقيقة الكبرى وهي أن هذه الخلائق لابد لها من خالق، وأن الحادث لابد له من موجد، وأن الفاني يحتاج إلى معدم يحكم عليه بالعدم، ويبقى هو وحده لا شريك له. فلا أول له ولا آخر له، وهو وحده الذي لم يلد ولم يولد وليس كمثله شيء.