وفي الحقيقة... إن الفيصل بن عبد العزيز قد نذر نفسه لله ووهب كيانه وحسه لخدمة الإسلام وقضايا المسلمين. إن الواقع الذي نعيشه ونحياه اليوم ليؤكد في كل لحظة العطاء الذي يبذله الفيصل من نفسه إلى كيان الأمة المسلمة فيستحيل أمنا ورخاء، فإذا بهذه الأمة الخالدة مشدودة القامة مرفوعة الهامة، لقد سار الفيصل بن عبد العزيز على صعيد الأمة الإسلامية أبعد مسيرة عرفها التاريخ منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين... فكانت هنالك منجزات كبرى أقوى من التعبير وأبلغ من التصوير، وأعمق جدا من الإحاطة والتقدير... منها وقوفه المستمر الدائم بجانب الحق العربي وإقناعه بضرورة استمرار التلازم والتلاحم بين العروبة والإسلام والمسلمين والعرب، ومنها قيادته الحكيمة والرشيدة لمعركة العاشر من رمضان مع أخويه الرئيس محمد أنور السادات والفريق حافظ الأسد. ومنها افتتاحه المراكز الثقافية الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي كله، وتزويدها بكل ما تحتاج إليه من دعم مادي وأدبي، لتتمكن من أداء رسالتها كاملة. ومنها مساهمته المادية الفعالة في تعمير مدن وقناة السويس التي خربتها الحروب المتوالية، وهجرها أهلوها منظمة الدولة الإسلامية، ورابطة العالم الإسلامي، وفي عهد الفيصل بن عبد العزيز أمكن إنشاء "الأمانة العامة لمنظمة الدول الإسلامية"تمهيدا لربط أجزاء الجسد الإسلامي الواحد بعضها ببعض، مما يقارب الشقة ويطوي المسافة ويقصر آماد الطريق وأبعاده، ويجمع المسلمين جميعا على بساط الوحدة وضمن نطاق العقيدة والشريعة. وبالإضافة إلى الأمانة العامة لمنظمة الدول الإسلامية نجد حرص الفيصل منذ بداية عهده على إنشاء وتأسيس وتقوية "رابطة العالم الإسلامي"في مكة المكرمة لتكون الواجهة المشرفة الوضاءة التي يطل منها الإسلام على سائر المسلمين في جميع أرجاء الحياة وفي كافة أنحاء العالم، وإذا كنا نعني أن هذه "الرابطة" أشبه ما تكون وهي تؤدي عملها