وقد ختم الآية باسم الإشارة البعيد لتضخيم شأنهم، ثم أتبعه بضمير الفصل ليدل على تأكيد الخبر واختصاصهم بالفلاح والنجاة من النار، وأن غير أولئك الذين سبقت صفاتهم لا يفلح ولا ينجو من النار.
فمن لم يؤمن بجميع رسل الله، أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم يكون كافرا مخلدا في النار كما تنص آيات النساء والأعراف الآنفة الذكر.
وعلى هذا يكون معنى قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر}(البقرة: من الآية٦٢) الخ أي آمن بالله الإيمان الكامل الذي بينه الله في الآيات السابقة؛ فآمن بالله وملائكته وكتبه ورسله جميعهم بدون استثناء.
ولعلها تعني أيضا من آمن منهم بالله واهتدى على أيدي رسلهم الذين جاءوهم في أزمانهم الماضية قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم، وقبل حصول التحريف في كتبهم والله أعلم.