والآن ماذا يبغي بنو إسرائيل من هذه العاصفة التي حشدوا لها كل طاقاتهم وآثروا على قلب العالم العربي، ومن ورائه العالم الإسلامي؟.
ويبدو لمن يذهب بعيدا ويتوغل وراء أخبار السياسة والاجتماع أن دعاة النصارى في أوروبا وأمريكا أحسوا بأخطبوط الصهيونية اليهودية، وأفعى الماسونية العالمية قد استشرى شرها في مجتمعاتهم تنفث سموم الإباحية والإلحاد، مع سيطرتها الرهيبة على معظم موارد الاقتصاد ورأس المال، حتى أضحت أوروبا وأمريكا أسرى لأثرياء اليهود القليلين، فضاقوا ذرعا بهم، وأيقنوا بفناء مجتمعاتهم على أيديهم إن عاجلا أو آجلا.
كما رأوا في نفس الوقت النهضة الإسلامية المباركة يتراقص شعاعها الضعيف في الآفاق، فخشوا أن يستحيل هذا الشعاع الضعيف إلى إشراقة يعم نورها العالم ثم يحرق وهجها أباطيلهم.
لهذا خطط دعاة النصارى أن يصطادوا العصفورين برمية واحدة، إذ يتخلصون من شرور اليهودية والصهيونية والماسونية، وينقذون مجتمعاتهم منها، وفي ذات الوقت يقضون على نهضة العالم الإسلامي المباركة التي تلوح أشعتها في الأفق البعيد، لذا فقد عطفوا على الجريمة اليهودية، وتهافتوا على تشجيع الحركة الصهيونية، فأغدقوا عليها الأموال والسلاح ووجهوها ضد العالم العربي الذي هو قلب العالم الإسلامي، ولكن الله لهم بالمرصاد، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}(لأنفال: من الآية٣٦) الخ.