{وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} . فمن جمع السحاب وحركه, ومن أوجد فيه الماء العذب الزلال بهذه الكميات الهائلة من الأطنان، ومن أرسله إلى تلك الأرض المجدبة ثم أنزل منه الماء بقدر معلوم، ولما كانت عملية الأمطار تتم حسب السنن الكونية نتيجة الرياح وعوامل الطقس ومرور الرياح على البحار والمحيطات فمن أرسل الرياح وتحكم في قوتها ومن أوجد الأجواء الحارة والباردة ومن أمسك السحاب الثقال!
إن التعليل العلمي يا صغيرتي لعملية الأمطار لا يزيد المؤمنة إلا إيماناً إذ أن لكل شيء سنة وسبباً فليس أبداً للمؤمن الذي تعلم شيئاً من العلوم الكونية وخلافها إلا أن يستبشر ويبتهج لما وصل إليه فما كان بالأمس مجهولاً أصبح اليوم معلوماً وهذا بفضل الله الذي علم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم، إنّ القمر يا غادة ذلك الكوكب المنير كان بالأمس جسماً يسبح في فضاء ولم يدر أحد هل هو كتلة من نور تسبح أم قطعة من زجاج تضاء من الشمس جاء العلم الحديث فاكتشف كنهه الظاهر وأدرك محتواه البدائي فعرف المؤمنون والكفار أن القمر عبارة عن جبال وتلال تسبح في مجموعها في الفضاء ويدور حول الشمس بعامل الجاذبية فأدرك المؤمن وحده عظمة الله وقال بكل اعتزاز وفخر: لا إله إلا الله {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} !