إن أمامكم طريقاً شاقاً وطريقاً طويلاً وصعاباً جمة، وأرجو أن تتسلحوا لها بالعلم والعرفان والنفس المطمئنة الصابرة الحكيمة في الدعوة إلى الله. وقد قال سبحانه وتعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} وجادل الكفرة وجادل المشركين وجادل المرتدين والملحدين والمعاندين حتى تلقنهم الحجة وتتغلب عليهم بالحكمة وبالعقل وبالصبر. فهذا هو السبيل إلى الدعوة, وهذا هو السبيل إلى تنوير أذهان الناس وتبصيرهم فيما تحتويه هذه الدعوة وما يحتويه الشرع الإسلامي والدين الإسلامي من مزايا وخصائص لا يمكن أن تخطر على قلب بشر ولا يمكن أن ينكرها أو يجحدها إلا جاحد أو مكذب.
أيها الإخوة الكرام:
لا أريد أن أطيل عليكم وإنني واثق بحول الله من أن بين جنبات هذا المعهد من هم أحسن مني وأفقه مني وأعلم مني ممن ألقيت على عاتقهم مسؤولية تثقيفكم.
أيها الإخوة:
ومسؤولية تنويركم لا أقول إلا الحق فإن الحق واضح ولكن لصقل أفكاركم ومدارككم لتكونوا سلاحاً في يد الإسلام, في يد هذه الدعوة تبصرون الجاهل وتوضحون الطريق لمن أراد الإيضاح وتجابهون من أراد العند والكفر والعناد بحجة واضحة. وقد قال صلوات الله وسلامه عليه:"تركتكم على مثل محجة بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك".
فالحق واضح ولكن يحتاج إلى أن نهدي إليه الناس وأن نبصرهم بالسبل التي تؤول إلى الحق وتهتدي بالحق وتطلب الحق فمن أراد الحق فهو واضح ومن أراد الجحود فلا حول ولا قوة إلا بالله فإن في الإسلام والمسلمين بحول الله وقدرته من القوة والثبات ما يمكنهم من أن يدافعوا عن الحق أمام كل جاحد وكل مرتد وكل متكبر.