وسيسجل التاريخ نجاح دعوة الفيصل إلى التضامن الإسلامي رغم كل العوائق والمؤامرات، فقد انعقد المؤتمر الإسلامي وضم رؤساء بضع وعشرين دولة إسلامية في عدة دورات، وأنشئت الأمانة الإسلامية العامة بجدة، وتم تأسيس البنك الإسلامي، واستطاع الفيصل رحمه الله توحيد الجبهة العربية ودعمها بالمال والسلاح والرجال، وسيسجل التاريخ دور الفيصل رحمه الله في حرب رمضان ١٣٩٣هـ وانتصار دول المواجهة على اليهود، وعبور المقاتلين المسلمين من مصر قناة السويس وتحصينات العدو المعروفة بخط بارليف، وقد محا هذا الانتصار عار الهزيمة النكراء التي حلت بجيوش قادها زعماء غفلوا عن الله ورفعوا شعارات تخالف الإسلام فأصيبت الأمة جمعاء بعارهم حتى ظن أنه لن يدال للمسلمين من أعدائهم إلا بعد دهر طويل، فقد احتلت جيوش اليهود الصهيونيين شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان وجميع ما تبقى من فلسطين _ الضفة الغربية لنهر الأردن _ فقام الفيصل بمواساة المهزومين وأمدهم بكل ما يحتاجونه من مال وسلاح. . لقد فتح لهم خزائن مملكته كما فتح لهم قلبه، فاستطاع جنود مصر الأبطال المجاهدون اقتحام حصون اليهود المنيعة وهم يهتفون الله أكبر. . الله أكبر.. وشاركت فصائل من جيش الفيصل في حرب اليهود في جبهة الجولان إلى جانب أشقائهم السوريين والعراقيين والمغاربة..