للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الحديث:" أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر" فالمسكر الذي يزيل العقل، والفتر الذي يفتر الجسد أي يحمي الجسد ويصير فيه فتوراً والتخدير والتفتير متقاربان في المعنى قال: صاحب معجم متن اللغة الشيخ أحمد رضا: "خدر: كسل وفتر وضعف والظاهر أنه الأصل في المعنى وخدرت رجله استرخت فلا تطيق حركة, وخدرت عينه ثقلت من قذى أو غيره والظبي فترت عظامه ثم قال:"والخدرة: الضعف والفتور يصيب البدن والأعصاب كما يصيب الشارب قبل السكر". وقد ذكر القرافي في فروقه: الفرق بين المسكرات والمرقدات والمفسدات فالذي يغيب الحواس كالبصر والسمع واللمس والشم والذوق. فهو المرقد كالبنج والذي لا تغيب معه الحواس ويتخيل صاحبه كأنه نشوان مسرور قوي النفس شجاع كريم مع تغطية العقل فهو المسكر، ولذلك قال الشاعر:

وأسداً ما ينهنها اللقاء

ونشربها فتتركنا ملوكا

وهو تخيل لا حقيقة له ولذلك قال القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله:

تنفي الهموم وتصرف الهما

زعم المدامة شاربوها أنها

أن السرور لهم بها تما

صدقوا سرت بعقولهم فتوهموا

أرأيت عادم ذين معتما

سلبتهموا أديانهم وعقولهم