للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت له: بارك الله فيك من طالب ذي نوايا طيبة وغايات عظيمة، أسأل الله لك الخير فيما اخترت، وأسأله تعالى الرشاد والسّداد فيما اعتزمت، إني لأجد يا بنيّ فيما قلت وسألت ريح النجاح، وأشيم على غدك تباشير الخير والظفر، فمن أبرز عوامل النجاح في التدريس، رغبة صادقة في هذا العمل لا تفتر، وعزيمة ماضية فيه لا تنثني، تذكيها أهداف خيّرة تبتغى، وتبعثها نوايا خالصة لوجه الله, والذين يختارون وظيفة التدريس، ويكون الغرض منها كسب الرزق وحده، ويكون المرتب الذي يقبض في نهاية كل شهر هو الهدف الأول والآخر، ولا شيء بعده، مثل هؤلاء المدرسين قلما يكونون في تدريسهم ناجحين مخلصين صابرين. أما الذي يختار وظيفة التدريس، ولا يكون المرتب الشهري غاية الغايات، بل يكون هناك غايات أخر، إنه يريد نفعاً لهذه الأمة، يريد أن يخرج أبناءها من جهل إلى علم، ومن فساد إلى رشاد، يريد أن يجمع قلوبهم على الإيمان بالله والتمسك بدينه، يريد أن يبصرهم بما في هذا العصر من سموم وضلالات، ولا سيما ما توارى خلف أسماء خادعات، يريد أن يعدّ طلابه ليكونوا علماء عاملين في شتى الميادين.

الذي يختار هذه الوظيفة وقد اعتزم مثل هذه الأهداف، فقد أخذ بسبب متين من أسباب النجاح والفلاح في هذا العمل.

ولا تظنّ أيها الطالب العزيز أن حبك التدريس واتخاذه وسيلة لغايات شريفة، وأهداف طيبة صالحة مثلى، لا تظن ذل كافياً لأن تكون مدرساً ناجحاً، فأنت في حاجة إلى أشياء كثيرة أخر، هاأنذا أقصها عليك: