ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طهرت الجزيرة العربية من الوثنية واليهودية إلا ممن تظاهروا بالإسلام من اليهود وكانوا الخطر الداهم على الإسلام والمسلمين في عهد عثمان فأشعلوا الفتنة التي راح ضحيتها الخليفة الثالث وقد أذكى أتّونها عبد الله بن سبأ اليهودي وحمل لواء الدعوة للتشيع لآل البيت وتستر وراء تلك الدعوة لينتقم لليهودية.
وفي القرن السابع الهجري زحف التتار اللادينيون من الصين تحت قيادة جنكيز خان فغزوا بخارى وسمرقند وخوارزم وخراسان، وفي عهد هؤلاء دخل التتار بغداد وقضوا على التراث الإسلامي الذي خلفته الحضارة الإسلامية، وزحف على الشام حتى وصل غزة وقد هزم المسلمون التتار في عين جالوت، وعاد تيمولنك لغزو سوريا ثم هزم التتار، وعادوا إلى الشرق الأقصى بعد أن دمروا الكثير من الآثار والتراث الإسلامي، ثم تحركت الصليبية الأوروبية فجمعت الملوك الصليبيين لغزو الشرق الإسلامي وقيض الله للإسلام جيوشاً من المؤمنين مزقت جموع الصليبيين وردتهم عن مهد الرسالات فعاد السلام يرفرف على أرض السلام حيناً، وأخيراً مُنيت الدعوة الإسلامية ومُني المسلمون بتحرك اليهودية وتذؤب أطماعها في هذا الشرق، وكان لدهاء اليهود وأموالهم الأثر البالغ في كسب بعض الدول الصليبية العظمى، والتقت الإلحادية اللادينية مع هؤلاء وأولئك للنيل من الإسلام.
فاللادينية تبذل أقصى ما وسعها من الأساليب وما تملك من الضغط لاجتثاث أصول الإسلام من نفوس المسلمين وباسم الحرية تتحرك للقضاء على الإسلام في الشرق الإسلامي، واليهودية تتخذ في معركتها مع الإسلام أكثر من سلاح كالتشكيك والانحلال والإباحية وإفساد النفوس وتمزيق الروابط التي ربطت بين شعوب الشرق وإثارة الفتن بين تلك الشعوب وكل هذه أسلحة لها خطرها على الإسلام.