وقد قلنا مراراً أن هناك حالات فردية خاصة تدعو إلى منع الحمل كما تدعو إلى العزل وهذه لا شك في إباحتها فإن الضرورات تبيح المحظورات شرعاً كما أباحت للمريض الفطر في رمضان والصلاة قاعداً عند العجز عن القيام وترك الحج لعدم الاستطاعة الجسمية مع وفرة المال، وكما رخصت في أكل الميتة للمضطر ونحو ذلك.
ولا يمكن أن تكون هذه الإباحيات والرخص إلا خاصة بأرباب الأعذار.
وهل يعقل أن الشارع يدعو دعوة عامة إلى كثرة التناسل وفي الوقت نفسه يبيح الدعوة العامة إلى تحديد النسل؟
أليس هذا تناقضاً محالاً عليه؟
والأجدر بالقائمين بهذه الحملة الصاخبة لتحديد التناسل أن يوجهوا جهودهم للدعوة إلى الاستزادة من العلم والإنتاج والقوى والجهود لاستخراج كنوز الأرض وذخائرها ومقاومة أعداء الإسلام وهم الكثرة المتعاضدة المتساندة في القضاء عليه وعلى أهله في أقطارهم.
والله يوفق الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح.
حول الدعوة العامة الضالة لتحديد النسل
(السؤال) : نشر هذا السؤال وجوابه بجريدة منبر الشرق في ٢٣ مارس سنة ١٩٥٦م.
فضيلة الأستاذ الشيخ حسنين محمد مخلوف، مفتي الديار المصرية السابق.