للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا كان موقف شوقي من الأتراك فهو بدافع من عرقه التركي يرى الخلافة لا تصلح إلا لهم، ويؤيد سياسة عبد الحميد فيعتبر عهده عهد الرحمة والعدالة والخير، إلاّ أنه لا يرى بأساً أن تنتقل الخلافة إلى أخيه محمد رشاد بعد ذلك، فيبايع هذا ويمدح الدستوريين الذين خلعوا عبد الحميد!. . لأن المهم في نظره أن يبقى السلطان للأتراك، ولذلك نقم شوقي أول الأمر من الشريف حسين لثورته وتعاونه مع الإنكليز، ولما ألغى مصطفى كمال الخلافة خشي أن توسد إلى الشريف حسين، فأخذ يحذر المسلمين من ذلك، ويصف الشريف حسيناً بالمعجز والإضرار للمسلمين:

عزل يدافع دونه بالراح

لا تبذلوا برد النبي لعاجز

واليوم مدّ لهم يد الجراح

بالأمس أوهى المسلمين جراحة

وعلى الرغم من انقطاع علاقة الأتراك بمصر والبلاد العربية ظل شوقي متصل القلب بهم يراقب حوادثهم، وبهذا الحافز اندفع إلى مدح مصطفى كمال عند انتصاره على اليونان، بقصيدة عارض بها (عمورية) أبي تمام، فكانت صورة عن عواطفه نحو الأتراك، وترجماناً عن شعوره العميق بالأخوة الإسلامية التي لا تفرق بين جنس وجنس:

يا خالد الترك جدد خالد العرب

الله أكبر كم في الفتح من عجب!

على الصعيد وخيل الله في السحب

يوم كبدر فخيل الحق راقصة

بدرية العود والديباج والعذب

غر تظللها غراء وارفة

من سكرة النصر لا من سكرة النصب

نشوى من الظفر العالي مرنحة

مشي المجلى إذا استولى على القصب

حتى تعالى أذان الفتح فاتأدت

٢- التطور في أفكاره السياسية: