وليس الشرق في نظر شوقي إلا وطن العرب والإسلام، تربطه به روابط اللغة والتاريخ ثم الآلام والآمال المشتركة:
ولكن كلنا في الهم شرق
نصحت ونحن مختلفون داراً
بيان غير مختلف ونطق
ويجمعنا - إذا اختلفت بلاد-
٣- شعر شوقي الاجتماعي:
والاجتماعيات عند شوقي ممزوجة بشعره السياسي والتاريخي أو مستقلة في قصائد خاصة، وقد أفرد لهذه الأغراض الثلاثة باباً خاصاً في ديوانه.
وتتفاوت أساليب شوقي في الاجتماعيات، فبعضها أناشيد للأحداث، وبعضها حكايات خرافية على ألسن الحيوان, وبعضها الآخر يتناول موضوعات عامة ممّا يتصل بحياة المجتمع مباشرة، كالمرأة والتعليم والعمال والأخلاق والعلاقات الدينية وغير ذلك.
أ- المرأة: كان موضوع المرأة:تعليمها وحجابها وسفورها من مشاكل العصر أيام شوقي, لذلك لم يجد مندوحة عن الكلام في هذا الشأن فهو يرى أن تعليم المرأة أمر لابد منه لإنشاء الجيل الصالح:
رضع الرجال جهالة وخمولا
وإذا النساء نشأن في أمية
هم الحياة وخلفاه ذليلا
ليس اليتيم من انتهى ابواه
أماً تخلت أو أباً مشغولا
إن اليتيم هو الذي تلقى له
ويا ليته وقف عند مثل هذه الجوانب الهامة من قضية المرأة, فوعظ وأرشد وأصلح, ولكنه لم يستطع فزج بنفسه إلى مواقف لم يحسن التخلص منها, إذ راح أولاً يؤيد ميول البلاط بالدفاع عن الحجاب, ثم لم يلبث أن انساق في التيار الذي ألفه في أوروبة والبوسفور, فانقلب يزين للمرأة سبيل الزيغ, الذي بدأ في مصر منذ الاحتلال الفرنسي, ثم استأنف سيرته على يد السافرة الأولى هدى شعراوي ...