ولا شك أن هذه العبقريات (اللافتة) يمكر من ورائها الغرب الغدّار والاستشراق الفتاك، إنها فتنة لا نشك أدنى شك في أن القرآن المعجز يلحق بها هزيمة ساحقة، مهما كاد الكائدون فهي لا تستحق العناية من حيث الموضوعية.. لذلك نقول في إجمال: إن ترجمة القرآن الحرفية لا تجوز إجماعاً ولا يمكن لأي أحد مهما أوتي من قوة علمية ولغوية وأدبية وفكرية، جمعت وفاقت كل العبقريات العالمية من آدم عليه السلام حتى آخر رقم في النسل البشري.. التعبير بجملة واحدة تماثل جملة قرآنية بلاغة وإعجاز.
إذا كانت الأمة العربية التي نزل القرآن بلغتها في يوم لم يمر على العربية ـ من قبل ومن بعد ـ مثله قوة وإبداعاً عجزت عن خطوة واحدة لمعارضة القرآن ومناقضته مع ما ألحقه بهم في التحدي وإعلان الذلة والجمود عليهم أمام صولته القاهرة وبيانه الساحر فكيف بلغات لا تذكر جانب العربية في خاصة واحدة من خصائص اللغات...؟!!
هذا وقد أثبتت الدراسات في اللغات.. الفرق الكبير بين حروف العربية وجملها الاسمية والفعلية، وأساليبها المتعددة وبين اللغات الأخرى كالفرنسية والإنجليزية.
فاللغة العربية لغة عالية بمعنى الكلمة ونزل بها كتاب أعلى منها في ذاتها، فكيف يوضح هذا الكتاب ويقرأ بلغات قاصرة ونازلة عن لغة كانت نازلة عن هذا الكتاب..!!؟
أما الترجمة المعنوية للقرآن الكريم وغيره من علومه العربية الإسلامية، فهي الأمر الذي يستدعي التأمل ويدعو الباحثين إلى التوقف والنظر في دنيا الإسلام وثقافته في يومنا هذا. لتردد هذا الدافع التربوي بين نفع كبير وضرر بعيد المدى في الحياة الإسلامية لمريدها حاضراً ومستقبلاً..