الذين صنعوا هذا الصنيع الجليل لا شك أن هدفهم نجاح الجامعات في أداء رسالتها.
والذين أدلوا بدلوهم في هذا الدلاء والذين يعنيهم الأمر من قريب أو من بعيد، كل هؤلاء قد يختلفون في الهدف من الجامعة أو يتفقون، وقد تتقارب أو تتباعد وجهات أنظارهم في خطة الجامعة أو منهجها أو في تنظيمها أو في الوسائل التي توصل إلى الغرض المرجو من الجامعة.
ولكن شيئاً واحداً سيتفقون عليه جميعاً لأنه حقيقة مؤكدة وواقعة ولا سبيل إلى خلاف فيها، حقيقة أثبتتها التجارب وأجمع عليها علماء التربية في القديم والحديث.
وهذه الحقيقة هي أن العنصر الأساسي والعامل الأهم في تحقيق الأهداف والرسالات الجامعية والعلمية والتربوية هو الأستاذ أولا...والمربي أولا.
وكاتب هذه السطور لا يعتلي منبراً ليلقي خطبة، وعظ وإرشاد في أساتذة أجلاء هو دونهم جميعاً، أستغفر الله فلست هنا ولا هناك ومن يدري؟ فلعل حديثي في هذا الموضوع مرجعه إلى شعوري بتقصيري وعيوب نفسي.
ولكن الذكرى تنفع المؤمنين.
إن المدري كما يقولون: مطبوع لا مصنوع.
والطلاب ينشدون في أساتذتهم القدوة والقوة، وإذا اهتز معنى القدوة أو القوة في شخصية الأستاذ، أو في سلوكه، أو في مادته، أو في معاملته، حدثت الهوة، وبعد القريب، وربما سد الطريق.
والأساتذة بشر من البشر، يختلفون ذكاء، وعلما، واستعداد.
ولكن رحمة الله الوهاب التي وسعت كل شيء تتجلى أسرارها في هذه المهنة العظيمة مهنة التربية والتدريس.
ومن أسرار هذه المهنة أن من أقبل عليها بقلبه، وعقله، ودينه، مستعيناً بالله، مؤمناً برسالته، راضياً عنها، سعيداً بها، مخلصاً فيها فتح الله له وفتح به، ومنحه ومنح به.
وما التوفيق إلا بالله.
ثم أما قبل وأما بعد:
فإن المملكة العربية السعودية هي واجهة الإسلام، يخفق عليها عاليا العلم الأخضر، تضيء فيه كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.