ولقد أدرك ثوار إريتريا هذه الحقيقة منذ البداية وأدرك معها أن المؤامرة بدأت تتخذ الآن أبعاداً جديدة غاية في المكر والخداع وكان لا بد لهم من قطع السبيل على المخطط التأمري الذي يحبكه القادة العسكريين في أديس أبابا.. فأعلنوا في صراحة ووضوح أنهم يرفضون أية حلول وسطية تكرس الاستعمار الأثيوبي وأنهم لا يرضون بديلا عن الاستقلال.
ووقع المخططون في أديس أبابا في ورطة سياسية في الوقت الذي يشعرون فيه أنه لا بد من التحرك السريع لاحتواء إريتريا قبل أن يستفحل الأمر ويفلت الزمام من أيديهم.. وهكذا اختاروا طريق الدماء ولم يكن في بالهم أن يلقوا مثل هذه المقاومة الصلبة والصمود الرائع مما جعلهم يستخدمون كل وسائل الإبادة والدمار والوحشية في محاولة للسيطرة على الوضع.. ولما لم يتحقق هذا الهدف وبدأت القضية تستقطب الاهتمامات العالمية على الصعيدين الرسمي والشعبي لم يجدوا بدا من فرض حصار على أبناء القتال في إريتريا حتى يمكنهم عن طريق هذا الحصار ممارسة الوحشية بكل حرية وأمان.
هذه لمحة سريعة جداً لحقيقة الأوضاع السائدة في إريتريا وما زال النزف الدموي الإسلامي يجري هناك في كل يوم وكل ليلة بل وكل ساعة.. وما زال إخوانكم المسلمون يشردون من بيوتهم وديارهم تحت الحراب الأثيوبية.
ورابطة العالم الإسلامي تناشدكم أن تهبوا لنصرة إخوانكم في الدين والعقيدة بكل ما يتاح لكم من وسائل الدعم والتأييد.