ثم أعود فأقول: ما كان طه حسين إلا عميلاً من عملاء الغرب ووكيلاً من وكلاء الاستعمار الفكري والغزو الثقافي الموجه ضد عقيدتنا وشريعتنا ولغتنا وأمتنا وتراث أسلافنا، ومعول هدم تخرج في إحدى جامعات فرنسا وتتلمذ على شرار المستشرقين الحاقدين علينا وعلى نبينا وديننا من اليهود والنصارى وعب من معين أفكارهم المنتن القذر ثم جاء يفخر بما تلقاه هناك من شبهات التضليل وأساليب المكر والتدجيل، يتبنى أفكارهم وينتحل مؤلفاتهم ويردد ترهاتهم ويدعو إلى منهجهم وسلوك سبيلهم، جاء ليجعل من نفسه ابنا باراً وتلميذاً وفياً لأساتذته وأصدقائه من المستشرقين الذين وقفوا حياتهم لتضليل أبناء المسلمين ومحاولة طمس معالم الحق أمام البشرية ليصدوا عن سبيل الله، فكم يكتف طه حسين هذا العميل الملقب بـ (عميد الأدب العربي) بإنكار رسالة محمد عليه السلام، وإنكار نزول القرآن من عند الله هدى للناس كما صرح بذلك في كتابه (في الشعر الجاهلي) وكذا في دروسه التي كان يلقيها على طلاب جامعة القاهرة وإذ كان مدرساً فيها للأدب فكان يقول لهم: قارنوا بين أسلوب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ كان في مكة وبين أسلوبه بعد أن هاجر إلى المدينة وتأثر بثقافة أهل الكتاب، ويمثل لهم بسور القرآن مكية ومدنية.. أقول لم يكتف (طه حسين) بذلك بل أنكر وجود إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - وكذب التوراة والإنجيل، فقد قال في كتابه (في الشعر الجاهلي) : للقرآن أن يحدثنا عن وجود إبراهيم وإسماعيل وللتوراة أن تحدثنا وللإنجيل أن يحدثنا، ولكن ليس علينا أن نصدق.. وتكذيبه للتوراة والإنجيل ليس مقصوداً لذاته وإنما هدفه تكذيب القرآن فقط، والتقرير بأنه عبارة عن أساطير ملفقة كثير منها كان العرب يعرفونه قبل قرآن محمد - عليه السلام - ومن هذه الأساطير التي كان العرب يتناقلونها - على حد زعمه الخاسر - كون الكعبة بيت الله وكون إبراهيم وإسماعيل قاما ببنائها بأمر الله - تبارك