وتعالى – فـ (طه حسين) يقرر أن هذه أسطورة خرافية وأن إبراهيم وولده لم يوجدا فضلا عن أن يكونا نبيين فضلا عن أن يقوما ببناء الكعبة بوحي وأمر من الله - هكذا - ولما كان يعلم أن التوراة والإنجيل ذكرا ذلك قبل القرآن اضطر إلى تكذيبهما حتى لا يحتج عليه بهما.
أقول: إن (طه حسين) لم يكتف بهذا كله بل أضاف إلى ذلك عداءه المكشوف للغة العربية التي هو عميد أدبها!! بتنصيب من أساتذته المستشرقين ووحي من سادته الغربيين - فقد نادى بأعلى صوته بوجوب استبعاد اللغة العربية ودفنها في مقابر التاريخ، أو نقلها إلى متاحف الآثار البائدة، وقد دعا أبناء العربية إلى التنكر لها واستبدالها باللغة اليونانية أو اللاتينية، وزعم أنها لغة بدوية لا تناسب عصر العلم والاختراع والصحيح أن ذنبها كونها لغة الإسلام الذي ظل هو إلى أن مات يحاربه ويثير حوله الشكوك والشبهات، ومن أراد الوقوف على صحة ما ذكرت عن (عميد الأدب العربي) - دعوى - وعميل الفكر الغربي حقيقة وواقعا - فليقرأ كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) وفي هذا الكتاب يقرر أن مصر ليست دولة عربية ولا إسلامية بل ولا حتى شرقية، ويطالبها بأن تنفض يدها من العرب والمسلمين وكل ما يمت إليهم بصلة وأن تيمم وجهها نحو الغرب تستقي آدابه وتقلده في أفكاره وسلوكه وأخلاقه وثقافاته، وأن تأخذ من أوربا كل ما فيها وما لديها من غير تفريق بين الخير والشر وبين النافع والضار والحسن والقبيح، ويعلل لذلك بأننا محتاجون إلى ما عند الغرب من علم ومدنية وما سبقونا إليه من صناعة واختراع وأنه لا يمكننا أن نستفيد مما عندهم من نافع إلا إذا أخذنا معه الضار، ولا يمكننا تقليدهم في ميدان العلم والاكتشاف إلا إذا قلدناهم في كل شيء من الأخلاق وفي السلوك والتفكير والتصور وغير ذلك ولما ظن أن قبول هذه الاقتراح صعب وأن رواج هذه الفكرة بعيد خلط معها فكرة أخرى وهي الدعوة إلى الفرعونية القديمة والرجوع إليها