والاعتزاز بتاريخها وقال: إننا معشر المصريين أصحاب حضارة وماض مجيد قبل مجيء العرب إلى بلادنا وبعد مجيئهم وإن عروبتهم وإسلامهم لم يؤثرا علينا بشيء فما زلنا كما كنا متمسكين بفرعونيتنا معتزين بأمجادنا وتاريخنا منذ سبعة آلاف سنة وإذا أردت أيها القارئ الكريم أن تقف على ما ذكرته لك عن (عميد الأدب العربي) وتتحقق من صحته بل وتعرف عنه أكثر مما ذكرت لك بأضعاف مضاعفة فاقرأ كتابيه (مستقبل الثقافة في مصر) و (الشعر الجاهلي) وإن لم يتيسر لك الوقوف على هذين الكتابين فيكفيك أن تقرأ الكتب التالية: (المعركة بين القديم والجديد تحت راية القرآن) للرافعي، والاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر للدكتور محمد محمد حسين، والفكر الإسلامي المعاصر (دراسة وتقويم) لغازي التوبة، (والفكر الإسلامي المعاصر وصلته بالاستعمار) للدكتور محمد البهي، وكتاب (حصوننا مهددة من داخلها) للدكتور محمد حسين أيضاً.
فإذا كان هذا بعضاً من حقيقة (طه حسين) وأنموذجاً من عمالته لأعدائنا ودورانه في فلكهم ونسجه على منوالهم، وتلك صور من مخازيه ومواقفه ضد ديننا ولغتنا وأمجاد أمتنا وتراث أسلافنا الكرام، الذين نعتز بذكرهم ونفخر بالانتساب إليهم وذكر مآثرهم، فهل يسوغ لأدبائنا ومثقفينا ومن يعدون من رجال الفكر في أمتنا يرفعوه فوق النجوم، وأن يصفوه بالبطولة والعبقرية والنبوغ، وأن يشهدوا له بقوة الإيمان والثقة بالله وما إلى ذلك من عبارات الإطراء وأساليب الغلو التي ينبغي أن يترفع العاقل عن إطلاقها بجانب الرجال المخلصين والزعماء المصلحين فكيف العملاء والأذناب!.