أما جلال صادق العظم فهو بالأصل غريب عن عالم الدين، فتراه يهرف بما لا يعرف ويستعير من مفاهيم الغرب عن ديانات الغرب حللاً يدعي لها اسم الإسلام، فتراه يأخذ من جحيم (Inferno) وانتي وخرافات القرون الوسطى في أوربا، وصور الفردوس المفقود والفردوس المكتسب (Paradise lost&Paradise Regained) لملتون Milton، ودكتور فارستوس Dr.Faustus لكريستفر مارلو Marlowe ويحيل كل ذلك لوحة خلفية يدعي أنها الإسلام الذي هو منه براء، ثم ينتهي جلال صادق العظم إلى متاهة الزمان والمكان في الفصل الأخير من كتابه، ليؤدي طقوس الشرك والوثنية وعبدة الطاغوت، في دوامته التي لم تطحن سوى المارقين أمثاله ولن تستقطب سوى عبدة الشيطان.
كان اليونانيون في القديم يعبدون وثنا يسمونه هيدس Hades ـ عندهم ـ أي (إله) الجحيم، مملكته تحت الأرض يسودها الظلام، وقد اتخذ مسيحيو القرون الوسطى وطلبة (عصر النهضة) نفس الفكرة عن الجحيم، فكان وانتي يعتقد أن هنالك سرداباً مظلماً تحت بيت المقدس يصل إلى مركز الأرض، يمر به الموتى فيما يسمونه (المطهّر) Purgatory وكان ملتون الضرير يفكر في هبوط آدم وحواء من الجنة لارتكابهما (الخطيئة الأصلية) وفقدهما فردوسهما، وأن الله تأسى عليهما فنزل إلى الأرض جسداً هو المسيح، كي يعاني آلام الموت على الصليب، محرراً بذلك بني البشر من زور (الخطيئة الأصلية) التي ارتكبها آدم وحواء في الاقتراب من الشجرة المحرمة.