فها هي ذي الجامعة الإسلامية تعيد للمدينة المنورة سيرتها الأولى وتسترجع لها مكانتها العلمية السامية إذ تهوي إلى رحابها أفئدة أبناء المسلمين من شتى بقاع الأرض طلباً للعلم والمعرفة. ولئن كانت الجامعة الإسلامية تحظى اليوم بشرف استقبال جلالتكم فإنما تفد إليكم بأساتذتها وبسفراء نيف وثمانين دولة نفروا إليها من كل صوب وحدب ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم.. يبلغونهم رسالة الإسلام خالصة من كل زيف أو تضليل نقية من كل زيغ أو تحريف سندهم في ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
يا صاحب الجلالة، إننا نعيش اليوم في عالم مضطرب تتصارعه القوى المادية الشريرة، وتتكالب فيه ذئاب البغي والضلال لتنقض على الإسلام والمسلمين.
وإن الجامعة الإسلامية بفضل الله تعالى ثم بفضل رعايتكم لها ورعاية سلفكم الصالح جلالة الملك المعظم فيصل رحمه الله، لهي الدروع الواقية من طعنات الطاعنين والجنة التي يتحصن بها من سهام الباغين المعتدين، وإن أعضاء هيئة التدريس بها جند في سبيل الدعوة الإسلامية يحمون حماها ويرعون حرمات الله فيها ويعملون مخلصين تحدوهم الرغبة الصادقة في إعداد دعاة مزودين بسلاح العلم وعتاد المعرفة يكونون لسان حق للدعوة ورسل خير إلى الإنسانية.
وإنه لمن يمن الطالع لهذه الجامعة الراسخة أن يكون على رأس العمل فيها يرود ركبها ويحدو مسيرتها شيخ جليل وعالم فاضل أراد الله به خيراً ففقهه في الدين، وشرح صدره لكتاب الله وسنة رسوله فحفظهما ووعاهما وعمل بهما ودعا إليهما مترسما خطى السلف الصالح ذلك هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية حفظه الله مثلا أعلى للعالم العامل الذي يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم.