للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد أجهدت المسيحية نفسها - كما رأيت - في سبيل المحافظة على كيانها ووقف الإسلام في عصرنا هذا وحيداً أعزل تحيط به معاول الهدم وأدوات التدمير من كل جانب وقد انضم إلى المسيحية في حربها للإسلام عدوان خبيثان هما الشيوعية والصهيونية وكلها تتفنن في صرف المسلمين عن دينهم، وتتخذ كل وسائل الترغيب والترهيب لتنفيرهم منه وإبعادهم عنه وتعمل بكل ما لديها من طاقات على طمس محاسنه وحجب نوره، ومع هذا فقد خرج من المعركة صحيحاً لم يكلم، سليما لم يجرح، قويا لم يضعف، عزيزاً لم يهن، وأصبح موضع دهشة ومحل إعجاب، وصدق الله العظيم إذ يقول: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} .

إنه لا يكاد يمر شهر من الشهور حتى نسمع عن إسلام أفراد وجماعات في مختلف بقاع العالم، وليس لدى الإسلام مبشرون كما علمنا، ولا تتوفر له أدوات التبشير البارزة والمستترة التي تغري الناس باعتناقه.

وسر إقبال الناس عليه أنه دين الفطرة، دين الإنسانية الرشيدة، دين العقل، فكل ما فيه يتمشى مع طبيعة الإنسان وغرائزه، ويتفق مع عقله وفكره، ويستجيب لكل مطالبه، من أجل هذا شق طريقه إلى الإمام مجتازا العقبات، مخترقاً الحصون، متعدياً الحواجز، إذا قصر أهله في معونته، فالله قد تكفل بنصرته.

ولعل من المستحسن أن نضع تحت بصر القارئ قصة أميرة أسلمت ليتأكد عنده أن الإسلام يغزو القلوب ويأسر الأفئدة دون أن يكون بيده سيف أو مدفع، أو ذهب.

أسلمت الأميرة الإنجليزية (ديانج مودا) أميرة سرواك زوجة ولي عهد الراجا بروك يوم ١٩ فبراير سنة ١٩٣٢م أثناء سياحتها في طيارة وقد أعلنت في أجواء الفضاء عن سبب إسلامها قالت: سئلت مراراً عن سبب مفارقتي الكنيسة الكاثوليكية والدخول في الإسلام وها أنذا أتحدث إليكم عنه بواسطة اللاسلكي بناء على طلب شركة الراديو الاستعمارية فأقول: