٢) التعريفان (١،٢) مبينان لقوة التدين أو لقابلية التدين وهي القوة النفسية التي تدفع الإنسان إلى تقبل الرسالات السماوية وهي القوة المسماة في عرف المحدثين (غريزة التدين) .
٣) التعريفان (٣،٤) يتفقان في أنهما تصوير الدين مراداً به التكاليف والشرائع الإلهية المبينة على لسان الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولا يخدعنك ما يظهر من توافق التعريض (٢،٣) في أكثر ألفاظهما فلكل منهما اتجاهة عند التحليل.
ثانياً: وفي اصطلاح الغربيين، فقد عرف الغربيون الدين بتعريفات كثيرة نقتصر منها على أربعة تعريفات هي:-
(ديوان الفضيلة والطراز العالي للحياة) .
(جملة العقائد والوصايا التي يجب أن توجهنا في سلوكنا مع الله ومع الناس وفي حق أنفسنا) .
(رباط خضوع يربط الإنسان بالله) .
(شعورنا بواجباتنا من حيث كونها قائمة على أوامر إلهية) .
موازنة بين تعريفات الشرقيين والغربيين
لو أردت الموازنة بين تعريفات الشرقيين وتعريفات الغربيين لتبين لك ما يلي:
أـ أن قصد التعريفات الإسلامية إلى بيان الدين الصحيح أو الإسلام بخاصة أو قوة التدين من حيث هي هادية إلى اختيار الدين الصحيح السماوي.
ب ـ أن قصد التعريفات الغربية إلى بيان التدين أو الدين بمعنى عام يشمل الدين السماوي والدين الأرضي وبمعنى أدق يشمل الدين الصحيح والدين الزائف والذي نقصد إليه في تاريخ الأديان إنما هو دراسة الأديان بوجه عام ويستوي في ذلك الأديان الصحيحة حتى الآن أو التي كانت صحيحة في أصلها ثم دخلها التحريف والتزييف، والأديان الباطلة من أصلها سواء بقيت باطلة أو مالت إلى الصحة متأثرة بدين آخر صحيح..
وقد أطلق القرآن الكريم اسم الدين على الصحيح وعلى الدين الفاسد الباطل من ذلك قوله سبحانه وتعالى:{وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} ٢٤ آل عمران.