وعلى هذا يكون معنى كلمة (الدين) بالنسبة لله سبحانه وتعالى.. القهر والسلطان والعظمة والعزة وكل ما يدور في فلك هذه المعاني من التعظيم ويكون الدين بالنسبة للفرد المتدين: الخضوع والانقياد لمن دان له، ويكون المعنى بالنسبة للمعتدي بالباء: هو الرباط والشريعة والدستور الذي التزم به المتدين والتزم بالسير على قواعده وهو المتعبد به.
ومن هذا التفصيل نرى كذب ادعاء المستشرقين الذين قالوا:(إن الدين بمعنى القضاء مأخوذ من اللغة الآرامية بواسطة اللغة العبرية، والدين بمعنى المتعبد به مأخوذ من الفارسية، والدين بمعنى العادة عربي أو مأخوذ من الكلمة الفارسية التي في معنى المعتقد، والدين بمعنى الغرض مأخوذ من اللغة اليونانية)[١] .
أما في الاصطلاح:
أولاً: فقد عرفه علماء المسلمين بتعريفات كثيرة نقتصر منها على أربعة تعريفات خوف الإطالة وهي:
١ـ عرفه السيد الجرجاني في التعريفات فقال:(الدين، وضع إلهي يدعو أصحاب العقول إلى قبول ما هو عند الرسول صلى الله عليه وسلم) .
٢ـ وعرفه ابن قَطْلوبْغا في شرحه على المسايرة فقال:(الدين وضع إلهي سائق بذاته لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير) .
٣ـ وعرفه البهانوي في كشاف اصطلاحات الفنون فقال:(الدين، وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم إياه إلى الصلاح في الحال والفلاح في المآل) .
٤ـ وعرفه الراغب الأصفهاني في المفردات فقال:(الدين، ما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا به إلى جوار الله تعالى) .
تعليق على هذه التعريفات
وبالنظر في هذه التعريفات يتبين ما يلي:
١) التعريفان (١ و ٢) متساويان على وجه التقريب لا فرق بينهما إلا في قيد الذاتية في السوق. وعلى كل حال فوجهة التعريفين واحدة.