للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم نهاهم عن الاقتراب من الصلاة وهم سكارى فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}

وبعد أن استجابت نفوس المؤمنين إلى نداء الله دعا الله بعضهم أن ينزل فيها شيئاً أو أمراً ينتشل المسلمين من حيرتهم في شأن الخمر، فكان النداء الأخير الذي تجلى فيه حكم الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

فليكن الرائد عند إعداد منهج التربية هو ذلك المنهج الذي ربى الله عليه خير أمة أخرجت للناس وليس إعداد المنهج كل شيء، وليس إعداد الدعاة كل شيء ولكن إيمان الدعاة بواجبهم وبالأمانة التي في أعناقهم وبخوفهم من المسئولية بين يدي الله في يوم الدين هو الذي يستطيع أن يحقق كل شيء "وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".

وإن هذا الشباب الجامح لا يعجز جموحه وسائل الردع والإصلاح لو برزت سياط القانون وحسنت نوايا المصلحين، وجندوا لذلك الإصلاح كل الوسائل وانتزع الدعاة أغوال اليأس من نفوسهم تلك التي قد تحمل على الانطواء وترك مسيرة الشباب تتعثر في الحياة كما يشاء لها المنحرفون والشامتون.

إن حاضر الشعوب العربية يجب أن يتغير وجهه بل يجب أن تتغير أعماقه فتزول الرواسب التي تعيش في سلوكه ومشاعره، ويجب أن تبرز في ذلك الحاضر الشخصية الشرقية العربية الإسلامية التي توارت وراء التقليد المجنون.

وإن ثورة التغيير يجب أن تستهدف حملاتها النفوس، وأن تكون لديها الطاقات القادرة على التطهير: فتطهر النفوس، وتطهر العقول، وتطهر السبل، وتنحى عنها كل أسباب الفتنة والإغراء والانحلال حتى تربى للحياة أجيالاً جديدة تستطيع أن تحقق للإسلام تاريخاً جديداً، ولن يتحقق وجود هذا التاريخ إلا إذا كان الدين هو القاعدة التي ينطلق منها التغيير.