للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمدينة السويس في الحرب الأخيرة، فكانت أمنية إسرائيل بعد حادث الثغرة الاستيلاء على المدينة الكبيرة، فعجزوا لتطبيق نظرية اختطها الرسول في غابر، وقال الذين لا يعلمون أنها حديثة أتتنا من الخارج.

السادة الفضلاء: وسرعان ما أدرك أصحابه رأي الخروج إلى أُحُد تصحيح رأيهم مع نبيهم، فأبى صلى الله عليه وسلم بقولته المشهورة: "ما كان لنبي لبس لامته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه، وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم إلا الخروج، فعليكم بتقوى الله، والصبر عند البأس وانظروا ما آمركم به فافعلوا" فالرسول بكلماته هذه تمسك بكرامة القائد الذي لا يكون على هوى المقودين، فالقيادة خاصة في هذه المواقف لها هيبتها وجلالها، ثم ليزدادوا اقتناعاً عندما يقع لهم من رأيهم ملا يشتهون فيكون الدرس أوقع وأنفع، وتدبروا معي قوله لهم: "وانظروا ما آمركم به فافعلوا". فكأنه صلوات الله عليه يقول لهم لا تعيدوا هذه الغلطة، فإذا كان أساس الخطة قد تغير، فليكن العمل من بعد على تفادي نتائج هذا التغيير، وما توقعه الرسول وقع، فقد تكرر في حادث الرماة، ولكن بصورة أجرأ على القائد من الأولى، لأن القرآن تعرض للأول برفق، في قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} لكن اعتبر الثانية معصية، بقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} . أي النصر، وسنعود إلى هذه الآية بكاملها إن شاء الله، فلما وقعت المعصية وقع درس الموعظة، وأنا مصر على هذا المعنى، فعندما صوره البعض هزيمة، فلم تخطر هذه الكلمة في آيات أحُد الستين، وإنما قالت إحداها في أشد ما وصفت الأمر: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ